سخط بمصـر من ممارسات الامن

Polizei


أثارت الإجراءات المشددة التي اتخذتها أجهزة الأمن المصرية أمس الأربعاء لمنع إحياء الذكرى الثالثة لأحداث شارع محمد محمود التي وقعت في 2011، سخط قطاعات كبيرة من الشباب المصري المؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي ومعارضيه بطبيعة الحال.

ومنذ صباح الأربعاء فرضت الشرطة إجراءات أمنية مشددة، ومنعت اقتراب المتظاهرين من الشارع الذي شهد اشتباكات دامية راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، كما شهد محيط ميدان التحرير وجودا أمنيا مكثفا منذ الصباح، وأغلقت كل الشوارع المؤدية لشارع محمد محمود، وانتشرت العربات المدرعة وأفراد الأمن بمنطقة وسط القاهرة.

وحاولت حركات شبابية من بينها حركة 6 إبريل والاشتراكيون الثوريون الانطلاق في مسيرات من منطقة عابدين بوسط القاهرة باتجاه شارع محمد محمود، إلا أن قوات الشرطة أطلقت عليهم قنابل الغاز والخرطوش بمحيط ميدان طلعت حرب القريب من ميدان التحرير.

كما تمكنت مسيرة أخرى من دخول شارع محمد محمود من جهة ميدان عابدين، لكن الشرطة عملت على تفريقها بالغاز والخرطوش، وسط أنباء عن اعتقالات وإصابات في صفوف المتظاهرين.

جانب من القوات الخاصة التي شاركت في تفريق المسيرة (الجزيرة)

عدو الديمقراطية
وعبرت قيادات شبابية عن رفضها لهذه الإجراءات، واعتبرها معارضو الرئيس السيسي دليلا على نهج نظامه المعادي للديمقراطية، بينما أبدى أنصاره استغرابهم لهذا السلوك „الذي يزيد من خصومته مع الشباب ويفقده شعبيته“.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل محمد مصطفى اعتقال عدد من أعضاء الحركة أثناء مشاركتهم بالمسيرة، وقال إن رجال أمن بزي مدني كانوا ينتشرون بمنطقة وسط القاهرة بحثا عن النشطاء.

واعتبر أن التعامل مع التظاهرات بهذه الطريقة دليل على رفض النظام لفكرة الديمقراطية، وهو محاولة لتخويف الشباب من النزول في 25 يناير/كانون الثاني المقبل.

وخلص مصطفى في حديث للجزيرة نت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي „يثبت يوميا كفره بالديمقراطية التي يدعي أنها جاءت به للحكم“.

أما المشاركون في المسيرة من مؤيدي السيسي فقد أبدوا استغرابهم من التعامل مع المتظاهرين بهذه الطريقة من قبل أجهزة الشرطة، واعتبروا أن هذا السلوك يفقد الرئيس السيسي كثيرا من شعبيته.

ومن بين هؤلاء عضو تنسيقية 30 يونيو حسام فودة الذي قال للجزيرة نت „لم أتمكن من الاقتراب من ميدان التحرير، وصعقت عندما رأيت التشديدات الأمنية بالمنطقة“، وأضاف „هذا سلوك يتسم بالغباء، ويزيد الخصومة مع الشباب“.

وأكد على ضرورة عدم تكرار هذا الخطأ، لأنه يفقد الناس ثقتها في السيسي ويجعلها تشك في قناعته بفكرة الديمقراطية، وفق قوله.

أجهزة الأمن تعتقل إحدى المشاركات بالمسيرة (الجزيرة)

غضب وتحذير
أما عضو تكتل القوى الثورية محمد عطية -وهو من مؤيدي السيسي- فقال „رفضنا المشاركة اليوم حتى لا يستغل الإخوان المسيرة لافتعال العنف، لكن هذا لا يعني أن تتعامل الداخلية مع المتظاهرين بهذه القسوة“.

وفي حديثه للجزيرة نت أكد عطية أن على السيسي „أن يدرك أن هناك غضبا حقيقيا لدى قطاعات من الناس، وأن ممارسات الداخلية تأخذه إلى صدام جديد مع الشباب، وهذا الصدام قد يكلفه الكثير“، على حد قوله.

وختم حديثه قائلا „لو كان الشباب يحتفلون بمولد السيسي ويرقصون على أغنية بشرة خير، كانت الشرطة وزعت عليهم زجاجات مياه معدنية“.

وتجدر الإشارة إلى أن أجهزة الأمن ألغت مؤتمرا صحفيا كان يفترض أن تعقده الحركات المنظمة للمسيرة بعد انتهائها، كما منعت الشرطة الصحفيين من التواجد أمام مقر النقابة، وكانت تقوم بتفتيش كل من يقترب من بابها الرئيسي.

المصدر الجزيـرة.نت