أرملة الشهـيد تُهـدهد طفلها
نقلا عن موقع نزهـة المتقين September 2009
نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجـــــــاء
|
من مقلة سهرت لآلام تثور مع المســــــــــــاء
|
فأصوغها لحناً مقاطعه تَأَجَّجث في الدمــــــــاء
|
أشـدو بأغنــيتي الحــزينة ثم يغلبــني البكـــــــاء
|
وأمــد كفي للســــماء لأســـتحث خطي السـماء
|
نم لا تشاركنــي المــــــــــــرارة والمحـــــــــن |
فلسوف أرضعــــك الجـــــــــراح مع اللبـــــــن |
حتى أنال على يديك مني وهـبت لها الحيــــاة |
يا من رأى الدنيا ولكن لم يرَ فيها أبـــــــــــــــاه |
ستمر أعوام طويلـة في الأنين وفي العـــــذاب |
وأراك يا ولدي قوي الخطو موفـــور الشبــاب |
تأوى إلى أم محطمــــــــة مُغَضـَّنَةِ الإيهــــــاب |
وهنا تسألني كثيراً عن أبيــــك وكيف غــــــاب |
هذا ســـــؤال يا صغيري قــــد أعد له جـــواب
|
فلئـــــن حيـيت فسـوف أســـــــــرده عليــــــك |
أو مت فانظـــر من يُســـــــــِرُّ به إليــــــــــــــك |
فإذا عرفت جريمـة الجاني وما اقـترفت يــــــداه |
فانـثر على قـبرى وقـبر أبيك شيئـاً من دمــــــاه |
غدك الذي كنا نؤَمل أن يصـــــاغ بالـــــــورود |
نسـجوه من نار ومن ظـلم تدجــــج بالحديــــــد |
فلـكل مولود مكـــان بين أســــــراب العبيـــــــد |
المسلمين ظــهورهم للـسوط في أيـدى الجـنود |
والزاكمين أنوفهم بالترب من طول السجــــــود |
فلقـــد ولــــدت كي تـــــــــــرى إذلال أمــــــــة |
غـفلت فعاشـــــت في دياجيـــــــر الملمــــــــــة |
مات الأبيُّ ولم نسمع بصوت قد بكـــــــــــــــاه |
وسعوا إلى الشاكي الحزين فألجموا بالرعب فاه |
أما حكايتنا فمن لون الحكايــــــات القديمـــــــــة |
تلك التي يمضي بها التاريخ دامية أليمـــــــــــــة |
الحاكم الجبار والبطش المسلح والجريمـــــــــــة |
وشريعة لم تعترف بالرأي أو شرف الخصومـــة |
ما عاد في تـنورها لحضارة الإنسان قيمـــــــــة |
الحـــــــــرُ يعـــــــرف ما تريــــد المحكمــــــــة |
وقُضاتـــــــــه سلفـــــــــاً قــــــــد ارتشفــوا دمه |
لا يرتجي دفعاً لبهتان رمـــــــــاه به الطغـــــــــاة |
المجرمون الجالسون على كراسي القضـــــــــاة |
حكموا بما شاءوا وسيق أبوك في أغلالـــــــــــه |
|
قد كان يرجو رحمـــة للنـــــــاس من جـــــــلاده |
ما كان يرحمه الإلــــــــه يخون حب بــــــــــلاده |
لكنه كيـد المُـدل بجنـــــــــــده وعتــــــــــــــــاده |
المشـتهي سـفك الدمـــاء على ثــــــــــرى رواده |
كذبوا وقالوا عـــن بطولتــــــــــه خيانــــــــــــــــة |
وأمامنا التقريـــــــــر ينطــــــــــــق بالإدانــــــــــة |
هذا الذي قالوه عــنه غـداً يـردد عـن ســــــــــــواه |
ما دمت تبـحث عن أبِيٍّ في البـلاد ولا تــــــــــراه |
هو مشهد من قصة حمراء في أرض خضيبـــــــة |
كُتبت وقائعها على جدر مضرجة رهيبــــــــــــــة |
قد شـاهدها الطغـيان أكفـاناً لعزتنا السليــــــــــــبة |
مشـت الكتيبة تنشر الأهـــوال في إثر الكتيبـــــــة |
والنـــاس في صمت وقد عقــدت لسانهم المصيبـة |
حتى صـــدى الهمســـــــــات غشـــــــاه الوهـــن |
لا تنـطقــــــــوا إن الجـــــــــدار لــــــــــــــه أذن |
وتخاذلوا والظالمون نعالهــم فوق الجبـــــــــــــاه |
كشـياة جزار وهل تســتنكر الذبح الشيـــــــاه؟ ؟ |
لا تصغي يا ولــــدي إلى ما لفقـــــــــــوه ورددوه |
من أنهم قاموا إلى الوطن السـليب فحـــــــــرروه |
لو كــان حقاً ذاك ما جاروا عليه وكبلـــــــــــــــوه |
ولما رموا بالحر في كهف العــــــذاب ليقـــــتلـوه |
ولما مشـوا بالحق في وجــه السلاح ليخرســــوه |
هــــــذا الذي كتبـــــــوه مسمــــــــــــــوم المـــذاق |
لم يبــــــق مسموعــــاً ســـــــوى صوت النفــــــاق |
صوت الذين يقـــدسون الفـــــرد من دون الإلــــــه |
ويســـــبحون بحمده ويقدمون له الصــــــــــــــــلاة |
نقلا عن موقع نزهـة المتقين
September 2009