السيرة النبوية . . الحلقة (25)

P_Poster_H

الحلقه الخامسة و العشرون

531- أقام النبي ﷺ في مكة بعد فتحها 19 يوما، وفي يوم السبت 6 شوال من السنة 8 هـ خرج ﷺ إلى حُنين ، وهو وادٍ قريب من الطائف ،.

532- كان سبب توجّهه ﷺ إلى حُنين مابلغه عن هوازن -أهل الطائف – أنهم يجمعون الجموع الكثيرة لقتاله ﷺ وهو في مكة، فتوجه إليهم قبل أن يأتوها.

533- جمعت هوازن 20 ألف مقاتل ، وخرجوا بنسائهم وأطفالهم وأموالهم من الإبل والغنم ، وكان قائدهم مالك بن عوف .

534- خرج النبي ﷺ من مكة ومعه 12 ألف مقاتل ، 10 آلاف الذين جاؤوا معه من المدينة لفتح مكة ، 2000 من أهل مكة وهم الطُلقاء.

535- استعمل النبي ﷺ على مكة بعد خروجه منها : عَتَّاب بن أسيد رضي الله عنه ، وهو أول أمير على مكة في الإسلام .

536- في طريق النبي ﷺ إلى حُنين مر على شجرة عظيمة يُقال لها “ ذات أنواط “ كان العرب يتمسحون بها ويتبركون بها ويعبدونها .

537- فقال الطُلقاء من أهل مكة – وكان في إسلامهم ضعف – : يارسول الله اجعل لنا “ ذات أنواط “ كما لهم “ ذات أنواط „.

538- فغضب رسول الله ﷺ ، وقال : “ الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلٰهاً كما لهم آلهة „.

539- وصل النبي ﷺ إلى وادي حُنين ، وفي السَّحر عبَّأ رسول الله ﷺ جيشه ، وعقد الألوية والرايات ، ورتب جنده في هيئة صفوف منتظمة.

540- استعمل النبي ﷺ على الفُرسان خالد بن الوليد رضي الله عنه وبشَّر أصحابه بالفتح والنصر إن صبروا وثبتوا .

541- كان بعض المسلمين من الطُلقاء قد أُعجب بكثرتهم، وقالوا: والله لا نُغلب اليوم من قِلة ، فكان اتكالهم على عددهم.

542- بدأ المسلمون بالنزول إلى وادي حنين – وكان مُنحدراً شديداً – وكانوا لا يدرون بوجود كَمين لهوازن في أسفل الوادي .

543- فلما نزلوا الوادي ، ما فاجأهم إلا كتائب هوازن قد شَدَّت عليهم شَدَّة رجل واحد ، وبدأ الضرب بخالد بن الوليد حتى سقط .

544- وانكشفت خيل بني سُليم مُولية ، وتبعهم أهل مكة – وهم الطُلقاء – وبدأ فِرار المسلمين من كل مكان .

545- قال البراء بن عازب : فلقوا – أي المسلمون – قوماً رُماة لا يَكاد يَسقط لهم سَهْم فرَشَقُوهم رشقاً ، ما يَكادون يُخطئونا.

546- انحاز النبي ﷺ ذات اليمين ، وثبت معه نفرٌ قليل من المهاجرين والأنصار ، وأهل بيته ، فيهم : أبو بكر ، وعُمر ، وعلي .

547- فأخذ رسول الله ﷺ يُنادي الذين فرَّوا من المسلمين : “ إليَّ عِباد الله هَلُمُّوا إليَّ ، أنا رسول الله ، أنا محمد „.

548- ولم يلتفت منهم أحد إليه ثم أخذ رسول الله ﷺ يركض ببغلته قِبَل المشركين ، ويقول :أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبدالمطلب.

549- وكان العباس آخذ بلِجَام بغلته ﷺ ، وابن عمه أبوسفيان بن الحارث آخذ بِرِكَابِها يَكُفَّانها عن الإسراع نحو العدو .

550- ثم نَزَل رسول الله ﷺ عن بغلته ، فاستنصر ربه ودعاه قائلاً : “ اللهم نَزِّل نصرك ، اللهم إنْ تشأ لا تُعبد بعد اليوم „.

551- وأخذ رسول الله ﷺ يُقاتل ، والصحابة الذين ثبتوا يُقاتلون معه ، ويَتَّقون به ﷺ لشجاعته وعظيم ثباته ﷺ في مثل هذه المواقف.

552- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كُنَّا إذا احمر البأس ، ولقي القومُ القومَ ، اتَّقينا برسول الله ﷺ .

553- ثم قال رسول الله ﷺ لعمه العباس ، وكان رجلا صَيِّتا : “ ياعباس ناد أصحاب السَّمُرَة „.- وهي الشجرة -.

554- فنادى العباس الصحابة الذين بايعوا رسول الله ﷺ بيعة الرضوان – تحت الشجرة – فلما سمع المسلمون صوته أقبلوا .

555- وهم يقولون : لبيك لبيك ، حتى إن الرجل ليُثني بعيره ، فلا يقدر على ذلك ، ويقتَحِم بعيره ، ويُخلي سبيله ، ويَقصد العباس.

556- قال العباس رضي الله عنه : والله لكأنَّ عطفتهم حين سمعوا صوتي ، عَطْفة البقر على أولادها ، وفاء ببيعة الرضوان .

557- وتجالد الناس مُجالدة شديدة ، وأشرف النبي ﷺ من  بغلته ، ثم قال : “ الآن حَمي الوَطيس „.

558- ثم أخذ النبي ﷺ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ، وقال : “ شاهت الوجوه „.فلم يبق منهم أحد إلا وامتلأت عيناه وفمه بالتراب .

559- ثم قال رسول الله ﷺ : “ انهزموا ورب الكعبة ، انهزموا ورب الكعبة „.ثم أيَّد الله رسوله ﷺ والمؤمنين بنزول الملائكة .

560- قال الله تعالى : “ لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حُنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغن عنكم شيئا …“.

561- لم تُقاتل الملائكة في غزوة حُنين ، وإنما نزلت لتخويف الكفار ، وإلقاء الرُّعب في قلوبهم .

562- لم تُقاتل الملائكة في غزوة قط إلا في غزوة بدر الكُبرى ، وهذا من خصائصها ، كما ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما .

563- لما نزلت الملائكة هرب الكفار من كل مكان، وسأل الرسول ﷺ عن خالد بن الوليد، فوجده جريحا مستندا على راحلته لا يستطيع الحركة.

564- فأتاه النبي ﷺ ، وأخذ يَنفث على جراحه ويَمسحها بيده الشريفة ، حتى شُفي خالد من جراحه ، فهذه من معجزاته ﷺ .

565- انطلق المسلمون يتبعون الكفار يَقتلون فيهم ويَأسرون ، حتى ترك الكفار أرض المعركة ، وتركوا نساءهم وذراريهم وأنعامهم .

566- وقعت كل غنائم الكفار بيد المسلمين ، وكانت غنائم عظيمة :24 ألف من الإبل40 ألف شاة 4 آلاف أوقية من الفضة .

567- غير النساء والأطفال ، فأمر النبي ﷺ أن تُجمع هذه الغنائم في منطقة الجِعرانة فجُمعت ، وجعل عليها حراسة .

568- ولم يَقسم النبي ﷺ الغنائم ، وأمر ﷺ بمتابعة الكفار الذين توجهوا إلى الطائف وتحصنوا بها .

569- غزوة الطائف هي في الحقيقة امتداد لغزوة حُنين ، وذلك أن مُعظم فُلُول هوازن فروا من حُنين وتحصنوا بالطائف .

570- وصل النبي ﷺ إلى الطائف وحاصرها ، واشتد الحصار ، لكن لم تكن هناك أي مؤشرات لفتح الطائف لقوة حصونها .

571- ثم إن رسول الله ﷺ رأى رؤيا في منامه أنه لم يُؤذن له بفتح الطائف ، ثم أخبر الناس برؤياه ﷺ.

572- ثم نادى منادي رسول الله ﷺ بالرحيل ، وترك الطائف ، فقال المسلمون : ادعُ الله عليهم، فقال ﷺ “ اللهم اهد ثقيفا وائت بهم „.

573- غادر رسول الله ﷺ الطائف متوجها إلى الجعرانة ، وفي الطريق لقيه سُراقة بن مالك رضي الله عنه ، وأعلن إسلامه بين يديه ﷺ .

الانتقال الي بقية الحلقات …

(1)  (2)  (3)  (4)  (5)  (6)  (7)  (8)  (9)  (10)  (11)  (12)  (13)  (14)  (15)  (16)  (17)  (18)  (19)  (20)  (21)  (22)  (23)  (24)  (25)  (26)  (27)  (28)  (29)  (30) (31)