الاخلاص لله وحده

Begraebnis

الحَمْدُ للهِ أَحمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَهُوَ أهلُ الحمدِ والثَّنَاءِ، وَأَشكُرُهُ في السَّراءِ والضَّراءِ، والشِّدَّةِ والرَّخَاءِ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وَاسِعُ العَطَاءِ، ذُو العَظَمَةِ والجَلالِ والكِبرِيَاءِ.

وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُوُلُه سَيِّدُ الأَصفِياءِ، وَخَاتَمُ الأَنبِياءِ، صَلَّى اللهُ وسلَّمَ وَبَاَرَكَ عَلَيْهَ، وَعَلَى آلِهِ الأَتْقِياءِ، وَصَحْبِهِ الأَوْفِياءِ، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإحْسانٍ ما دَامَتِ الأرْضُ والسَّماءِ.

ثُمَّ أمَّا بَعْدُ: فَأُوْصِيكُم عِبَادَ اللهِ وَنَفْسِي الخاطئة بِتَقْوى اللهِ، فإِنَّ تَقْوَاهُ سُبْحَانَهُ أَفْضَلُ زَادٍ يُؤْنِسُ فِي المَقَابِرِ، وَخَيْرُ مَا أُعِدَّ لِلْيَومِ الآخِرِ، يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ القلوبُ لدى الحنَاجِرِ.

يقول المولى عز وجل:

ــ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

ــ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

ــ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿١﴾ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ

أيها الاخوة الافاضل موضوعنا بمشئية الله تعالى هو قصة من مذكرات السلطان مراد الرابع

كتب السلطان مراد أنه حصل له ذات ليلة ضيق شديد ﻻيعلم سببه فنادى لرئيس حرسه وأخبره وكان من عادته تفقد الرعية متخفياً .. فقال لنخرج نتمشى قليلاً بين الناس

فسارا حتى وصلا حارة متطرفة فوجدا رجلاً مرمياً على اﻷرض فحركه السلطان فإذا هو ميت والناس تمر من حوله ﻻ أحد يهتم به ولا يعبأ لامره

فنادى عليهم تعالوا وهم ﻻ يعرفونه .. قالوا: ماذا تريد ؟

قال : لماذا هذا الرجل ميت وﻻ أحد يحمله من هو ؟ وأين أهله ؟

قالوا هذا فلان الزنديق .. شارب الخمر .. الزاني .. “ ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم“

لقد وصفوه ونعتوه بثلاث صفات بعضها اقبح من بعض بغير علم فقط بالمظنه

قال تعالى عن حادثة الافك:

وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٤﴾ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ ﴿١٥﴾ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴿١٦﴾ يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧﴾ وَيُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ، وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٨﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.

وكأنهم يقولون بأنه لا يستحق حتي نقله الي مكان بيته ليستر فيه جثمانه

قال السلطان مراد أليس هو من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ؟

فاحملوه معي إلى بيته .. ففعلوا .. وهم لا يعرفون أنه السلطان متخفيا

وكأن السلطان يريد تقرير قاعدة هامة في الاسلام وهي أنه مع ارتكاب المسلم المعاصي واقترافه للذنوب فهو مازال يستظل بمظلة الاسلام ومازال له حقوق الآدميين في ستر جثمانه بعد موته فالله أعلم بالسرائر وله وحده الحكم والفصل في شئون خلقه سبحانه وتعالى.

ولما رأته زوجته أخذت تبكي وذهب الناس وبقي السلطان ومعه رئيس الحرس ..

وأثناء بكائها كانت تقول: ( رحمك الله ياولي الله أشهد أنك من الصالحين)

فتعجب السلطان مراد وقال: كيف من اﻷولياء والناس تقول عنه زنديق وخمار وزان حتى أنهم لم يكترثوا لموته ؟

قالت : كنت أتوقع هذا ..

إن زوجي كان يذهب كل ليلة للخمارة يشتري ما استطاع من الخمر ثم يحضره للبيت ويصبه في المرحاض ويقول أخفف عن المسلمين  ..

وكان يذهب إلى من تفعل الفاحشة يعطيها المال ويقول هذه الليلة على حسابي اغلقي بابك حتى الصباح ويرجع يقول الحمد لله خففت عنها وعن شباب المسلمين الليلة !!!!!

فكان الناس يشاهدونه يشتري الخمر ويدخل على المرأة فيتكلمون فيه ..

وقلت له مرة إنك لومت لن تجد من يغسلك ويصلي عليك ويدفنك من المسلمين .. فضحك وقال ﻻتخافي سيصلي علي سلطان المسلمين والعلماء والأولياء ..

فبكى السلطان مراد وقال : صدق والله أنا السلطان مراد وغدا نغسله ونصلي عليه وندفنه ..

وكان كذلك فشهد جنازته مع السلطان العلماء والمشايخ وكثير من الناس ..

سُبحاان ٱلَلَـٌّه .. نحكم على الناس بَــما نراه ونسمعه من الآخرين .. ولو كنا نعلم خفايا قلوبهم لخرست ألسنتنا..

فاتقوا ٱلَلَـٌّه عباد ٱلَلَـٌّه .. وليراقب كل منا ما يلفظ من قول وما يقوم به من عمل اتقاء غضب الله بالوقوع في الزلل وكلنا يعرف حديث المفلس يوم القيامة

اللهم أحسن سريرتنا واجعل ما بيننا وبينك عامرا في الدنيا والآخرة ..وارزقنا حسن الظن بعبادك .