لماذا يشرب المعزون القهوه الساده

Cafee

في القرن السادس عشر انتشر شرب القهوة فى مصر بين طلاب الأزهر الشريف وكانت بداية ظهورها في رواق طلبة اليمن لتساعدهم على الدراسة والاستيقاظ ..

أفتى الفقيه الشافعي أحمد بن عبد الحق السنباطي بحرمة شرب القهوة مجتهدا في قياسه على أن كل ما يؤثر في العقل فهو حرام ..

انتشرت الفتوى بشدة .. وتم تداولها فى خطب الجمعة .. وفى أحد الأيام هاجم أحد الأئمة القهوة ومن يشربونها على المنبر فتفاعل معه الناس وقام بعضهم بتحطيم المقاهى .. لتمر القاهرة بموجة من الشغب بسبب فتوى تحريم القهوة ..

في مطلع شهر شعبان من سنة 968 هـ/ 1572م صدر أمر بمنع المنكرات والمسكرات والمحرمات، وبغلق أبواب الحانات والخانات، ومنع تداول القهوة والمجاهرة بشربها، وهدم كوانينها وكسر أوانيها..

ولتنفيذ هذا الحكم كما يصف الجزيري: «كان العسس على الفحص وبيوتها وباعتها شديدًا جدًّا، وضربوا وأشهروا وهدموا البيوت وكسروا أوانيها المحترمة الطاهرة التي هي مال لرجل مسلم»

تدخل تجار البذور والبن و منتجي القهوة و البائعين وارسلوا وفدا الي الشيخ السنباطي ليطلبوا منه الرجوع عن فتواه إلا أنه رفض وتمسك برأيه فقامت معركه حامية الوطيس بين مؤيدي الشيخ وبين التجار و مؤيديهم من البائعين ..

مات احد مؤيدي التجار أثناء المشاجرة .. فلاذ الشيخ ومؤيدوه بأحد المساجد … فما كان من التجار إلا أن حاصروا المسجد من كل جانب … وانضم إليهم أهل القتيل .. وبقدوم الليل أحضروا البطاطين وقاموا بعمل صوان بأعمدة خشبية ليقيهم من البرد … و نكايه في مؤيدي الفتوى قام التجار بتوزيع مشروب ساخن على المحتجين .. وكان قهوة سادة … بدون سكر ..

استمر الحصار وما صاحبه من فوضى وشغب لمدة ثلاثة أيام حتى وصل أمر الاضطرابات لمسمع السلطان العثماني مراد والذي أمر بتعيين مفتى جديد أباح شرب القهوة وعدم حرمتها ..

كان هذا القرار انتصارا للتجار ومؤيدي شرب القهوه ..

فتحول الحدث الذى قام به تجار البن وأهل القتيل إلى عادة سرعان ما انتقلت من تجار البن في القاهرة إلى كبار الأعيان ومنها إلى كل اقاليم مصر ..

فكان كل ميت يقام له صوان ويشرب المعزون فيه القهوه الساده