ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ زوجة الملك

 Bittler_0

يحكى أن ﺭﺟﻼﻥ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺑﺼﺮﻫﻤﺎ تعمـدا الجلوس ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ زوجة أحد الملوك وذلك ﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻬﻤﺎ ﺑﻜﺮﻣﻬﺎ لعلهما ينالا منها خيرا من صدقة أو هدية.


ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ يدعو بصوت الواثق بالله وﻳﻘﻮﻝ:
„ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ“
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮ بجواره ينادى بصوت مسموع وﻳﻘﻮﻝ:
„ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ زوجة الملك“
ﻭﻛﺎﻧﺖ زوجة الملك فطنة وﺗﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﺗﺴﻤﻊ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺮﺳﻞ ﻟﻤﻦ ﻃﻠﺐ (ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ) ﺩﺭﻫﻤﻴﻦ فقط.
ﻭترسل ﻟﻤﻦ ﻃﻠﺐ (ﻓﻀﻠﻬﺎ) ﺩﺟﺎﺟﺔ ﻣﺸﻮﻳّﺔ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ.
فكان ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ المتعلق بعطية زوجة الملك ﻳﺒﻴﻊ ﺩﺟﺎﺟﺘﻪ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﻫﻤﻴﻦ، ﺑﺪﺭﻫﻤﻴﻦ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ، ﻭﻫﻮ مسكين ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ الدﻧﺎﻧﻴﺮ العشرة .

 واستمر الامرعلى تلك الحال ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺘﻮﺍلية يبيع فيها صاحب الدجاجة لصديقه طمعا بالدرهمين.
ﺛﻢ ﺃﻗﺒﻠﺖ زوجة الملك ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭسألت طالب ﻓﻀﻠﻬﺎ:
ﺃﻣﺎ ﺃﻏﻨﺎﻙ ﻓﻀﻠﻨﺎ؟
ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻫﻮ؟
ﻗﺎﻟﺖ؛ مئة ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ.

ﻗﺎﻝ: منكرا ماقالت .. ﻻ ، ﺑﻞ الدﺟﺎﺟﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﺑﻴﻌﻬﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻲ ﺑﺪﺭﻫﻤﻴﻦ!
فضحكت زوجة الملك من ذلك الجشع وتصرفه غير السديد وأرادت أن تلقنه درسا في العقيدة والتوكل غلي الله وقاﻟﺖ:
„طلبت ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻨﺎ ﻓﺤﺮمك ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭأما صاحبك فطلب ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻏﻨﺎﻩ“

وهكذا .. كان الدرس بليغا وقاسيا
فمن ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ الناس ﺫﻝّ
ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ماله ﻗﻞّ
ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ علمه ﺿﻞّ
ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ نفسه ﻣﻞّ
ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ فما ﺫﻝّ ﻭﻻ ﻗﻞّ ﻭﻻ ﺿﻞّ ﻭﻻ ﻣﻞّ.