عمرو بن العاص رضي الله عنه

amr_ibn_elass

عمرو بن العاص رضى الله عنه

مولــده:

ولد عمرو بن العاص رضى الله عنه قبل الهجرة بحوالي نصف قرن.

صفــاته:
كان عمرو رضي الله عنه أحد دهاة العرب المعدودين وواحدًا من عباقرتهم الأفذاذ النادرين.
كما كان رضي الله عنه من أحسن الناس بيانا وأفصحهم لسانا.


وكذلك كان رضوان الله عليه يتمتع بطاقات فذة من رجاحة العقل وبُعد النظر.

أما أبوه فهو (العاص بن وائل) سيد من سادات العرب وأحد حكامهم في الجاهلية.
ولقد ترك عمرو بن العاص رضي الله عنه للمسلمين سيرة ضخمة ملأت الدنيا وشغلت الناس دهرًا طويلا.
وعندما هاجر بعض المسلمين بإذن من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة عند ملكها النجاشي وأرادت قريش أن تستعيدهم وتغري بهم النجاشي لم تجد أفضل من عمرو بن العاص للقيام بهذه المهمة لدهائه ولما تعرف من أواصر المودة التي كانت بينه وبين النجاشي. ولكن النجاشي لما سمع من عمرو والمهاجرين إليه امتلأ قلبه يقينًا واطمئنانًا وفهم عقيدتهم وتعلق قلبه بالإسلام فأسلم بعد ذلك.

إســــــــلامه:
لما أراد عمرو الرجوع دعاه النجاشي إلى الدخول في الإسلام وبيَّن له عظيم فضل الله عليهم بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت لهذه النصيحة من ملك عظيم كالنجاشي أثرها على عمرو حيث وقع الإسلام في قلبه وشرح الله صدره للإسلام عام 8 هـ.
عزم عمرو على السفر لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وفي طريقه التقى بخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة ووجدهما يقصدان نفس ما يقصد.
لما قدم الثلاثة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه خالد وعثمان وقبض عمرو يده، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (مالك يا عمرو؟!) فقال: أبايعك على أن يغفر الله لي ما تقدم من ذنبي. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:

(إن الإسلام والهجرة يجُبَّان ما قبلهما)

فبايعه عمرو رضي الله عنه. ولما كان يعرفه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبقرية وشهامة؛ أمَّره على المسلمين في غزوة ذات السلاسل.

جهاده في سبيل الله:
بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم كان لعمرو رضي الله عنه دور مهم في حروب الردة في عهد الصديق.
وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تمكَّن البطل عمرو بن العاص من فتح فلسطين ومصر ولا يخفى ما في هذا العمل من أهمية؛ فقد أمَّن ساحل الشام أمام المسلمين وفتح بفتح مصر أبواب أفريقية وبلاد المغرب ثم أسبانيا فيما بعد.
ولقد برز دهاء عمرو وعبقريته في فتح مصر بما أعجب المؤرخين حتى من غير المسلمين وأبهرهم حسن خطته وحكمته.

من مأثور كلامه وبلاغته:

الرجال ثلاثة:

رجل تام، ونصف رجل، ولا شيء.

أما الرجل التام فهو الذي كَمُل دينه وعقله، فإذا أراد أن يقضي أمرًا استشار أهل الرأي، فلا يزال موفقًا.

وأما نصف الرجل فهو الذي لم يكمل الله له دينه وعقله، فإذا أراد أن يقضي أمرَا لم يستشر فيه أحدًا وقال: أي الناس اتبعه وأترك رأيي لرأيه، فيصيب ويخطئ.

وأما الذي لا شيء، فهو من لا دين له ولا عقل فلا يزال مخطئًا مدبرًا. والله إني لأستشير في الأمر حتى خدمي.

وكان يقول آخر أيامه:

(كنت على ثلاث حالات عرفت نفسي فيها: كنت أول شيء كافرًا، فلو مت حينئذ لوجبت لي النار، فلما بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم كنت أشد الناس حياء منه حتى إني ما ملأت عيني منه قط، فلو مت حينئذ لقال الناس: هنيئا لعمرو؛ أسلم على خير، ومات على خير، ثم تلبست بعد ذلك بأشياء فلا أدري أعليَّ أم لي؟)

منــــاقبه:

روى الإمام أحمد والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه:

(أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص).