أمرإلهي للأنبياء بطلب المدد والحماية منه عزوجل

Allahs_name_2

النبي يدعو ربه بصدق النية‏‏ والمـدد بالنصر والقوة‏ !‏

دراسة جديدة تقوم علي استقراء السنة الصحيحة والسيرة النبوية المعتمدة لبيان أسئلة الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ التي سألها هو‏,‏ حيث إن الشائع المعروف أن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كانوا يسألون رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ فيجيبهم ويفتيهم بالوحي‏.

هل كان رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ يسأل؟

‏ ولكن هل كان رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ يسأل؟ وما تلك الأسئلة التي سألها؟ وإلي من كان صلي الله عليه وسلم يتوجه بالسؤال؟ وهل كان يسأل ليعلم شيئا غاب عنه ـ صلي الله عليه وسلم ـ حتي يعلم جوابه ممن سألهم؟ إن الدراسة تقول‏:‏ نعم‏ ،‏ فهل هذا يتعارض ومقام النبوة العالي؟ وهل سأل ـ الرسول صلي الله عليه وسلم ـ ليعلم أصحابه‏,‏ وما ثمرة التعليم بالسؤال؟ وإذا كان صلي الله عليه وسلم ـ سأل رجالا كثيرين وقال‏:‏ من أنت؟ فهل يكون ذلك دليلا كافيا للذين يزعمون أن من البشر من تدخل عليه فيعرف‏:‏ من أنت دون أن يسألك؟

ألا يستحي هؤلاء من إفساد عقيدة الناس ‏,‏ والتخلف عن ركب الحضارة التي وضع الإسلام أسسها بتطبيق المعصوم ـ صلي الله عليه وسلم ـ وعمله وقوله الذي كان السؤال من مبادئها‏,‏ حيث إنه مفتاح العلم يأمر الله‏-‏ تعالي‏-‏ رسوله‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ أن يسأله صدق المدخل والمخرج‏,‏ فقال عز وعلا‏-‏ في سورة الإسراء‏:‏ وقل رب أدخلني مدخل‏-‏ صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا‏.‏ا

روي الترمذي عن ابن عباس‏-‏ رضي الله عنهما‏-‏ قال‏:‏ كان النبي صلي الله عليه وسلم بمكة‏ ,‏ ثم أمر بالهجرة‏ ,‏ فنزلت عليه‏:‏ وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا قال العلماء‏:‏ أي‏:‏ قل يا محمد رب أدخلني‏ ,‏ المدينة مدخل صدق‏ ,‏ أي إدخالا مرضيا‏ ,‏ وأخرجني من مكة مخرج صدق ‏,‏ لا ألتفت لها بقلبي‏ ,‏ واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا‏:‏ قوة تنصرني بها ‏,‏ وما من شك في أن معني الآية يتسع لكل دخول وخروج‏ ,‏ ولنا في ضوء هذه الآية وقفات ‏,‏ منها أن السؤال بدأ بـ رب التي أصلها ربي ‏,‏ بالياء ‏,‏ لكن كسرة الباء تغني عن الياء‏ ,‏ فهي بعضها‏ ,‏ والحركات أبعاض الحروف كما قال ابن جني ‏,‏ والمتأمل في سؤال الأنبياء والصالحين الوارد في القرآن الكريم كله يجد أنه يبدأ بـ يارب ألا تري إلي دعاء آدم عليه السلام وزوجه حواء ‏,‏ والذي دعوا الله به ليغفر لهما‏ ,‏ تأمل قوله‏-‏ عز وجل:‏ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين‏ ,‏ وبهذه الآية فسر العلماء الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ‏,‏ والواردة في قول ربنا‏ -‏ تعالي‏ -:‏ فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه ‏,‏ إنه هو التواب الرحيم ‏,‏ وحين أغرق ولد نوح الذي آوي إلي جبل ظن أنه سيعصمه من الما‏ء ونادي نوح ربه قال‏:‏ ونادي نوح ربه فقال‏:‏ رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين‏ ,‏ فلما بين الحق تعالي ‏-‏ أنه ليس من أهله‏,‏ وأنه عمل غير صالح‏ ,‏ ونهاه أن يسأله ما ليس به علم ‏,‏ ماذا قال؟ قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين‏.‏ا

وحين حمل خليل الله إبراهيم زوجه وولده إلي واد غير ذي زرع عند بيت الله الحرام‏ ,‏ تأمل كلمة ربنا وربي في تلك الآيات الواردة في سورة إبراهيم‏,‏ حيث يقول الله‏ -‏ تعالي‏- :‏ وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ‏.‏ ربي إنهن أضللن كثيرا من الناس‏,‏ فمن تبعني فإنه مني ‏,‏ ومن عصاني فإنك غفور رحيم ‏.‏ ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ‏,‏ ربنا ليقيموا الصلاة ‏,‏ فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ‏,‏ ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفي علي الله من شئ في الأرض ولا في السماء‏ ,‏ الحمد لله الذي وهب لي علي الكبر إسماعيل وإسحق إن ربي لسميع الدعاء ‏,‏ رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء‏.‏ ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب‏.‏ا

واقرأ في سورة آل عمران بعد أربع عشرة آية من أولها قول الله‏ -‏ عز وعلا ‏-:‏ قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج‏,‏ مطهرة ورضوان من الله‏,‏ والله بصير بالعباد‏.‏ الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار‏,‏ واقرأ في خواتيمها بعد الآية الثانية والتسعين بعد المائة دعاء أولي الألباب الذاكرين الله‏-‏ تعالي‏-‏ قياما وقعودا وعلي جنوبهم‏:‏ ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ‏,‏ ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار‏,‏ ربما وآتنا ما وعدتنا علي رسلك ‏,‏ ولا تخزنا يوم القيام‏ة ,‏ إنك لا تخلف الميعاد ‏ فاستجاب لهم ربهم ‏.‏

وعن يقين تستطيع أن تقول

إن الدعاء والسؤال إذا بدأ بيارب فهو دعاء مبارك

فهيهات هيهات أن تستقرئ آيات القرآن الكريم هكذا‏ ,‏ وتقف علي تلك الحقيقة ثم تقول‏:‏ لاشئ هنا ‏,‏ وأضف إلي ذلك أنه‏ -‏ عز وعلا‏ -‏ حين أمر رسوله ‏-‏ صلي الله عليه وسلم ‏-‏ أن يسأله أن يدخله مدخل صدق وأن يخرجه مخرج صدق‏ ,‏ قال له ‏-‏ عز من قائل ‏-:‏ وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ‏,‏ واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا‏.‏ا

وكلمة الرب تعني القائم بأمر التربية ‏,‏ صاحب النعمة ‏,‏ ولذلك يقول الحق تعالي‏:‏ يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم‏ ,‏ الذي خلقك فسواك فعدلك ,‏ في أي صورة ما شاء ركبك‏ ,‏ ويوجه القرآن الكريم قلوبنا وأفكارنا إلي قول إبراهيم عليه السلام لأبيه وقومه في سورة مريم‏:‏ وأعتزلكم وما تدعون من دون الله‏ ,‏ وأدعوي ربي عسي ألا أكون بدعاء ربي شقيا ليبين لنا أن لإبراهيم ربا هو رب العالمين‏ ,‏ وأن قول أبيه له‏:‏ واهجرني مليا ‏,‏ ليس إبعادا له عن الخيرات‏ ,‏ ودفء الحياة ‏ورغد العيش ‏,‏ بحيث إذا هجره لن يجد له مأوي‏ ,‏ ونستطيع الربط بين ذلك وبين قول الحق ‏-‏ عز وجل‏-‏ لرسوله محمد‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏ -:‏ ماودعك ربك وما قلي فلمحمد ‏-‏ صلي الله عليه وسلم ‏-‏ رب آواه‏ ,‏ وهداه‏ ,‏ وأغناه‏ ,‏ فما ضره إن فقد أباه‏ ,‏ فإن يكن أبوه قد مات ,‏ فإن ربه الحي الذي لا يموت ‏,‏ وقد خاطبنا ربنا‏ -‏ تعالي ‏-‏ بقوله‏:‏ إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوي علي العرش يغشي الليل النهار‏,‏ يطلبه حثيثا و الشمس و القمر والنجوم مسخرات بأمره‏ ,‏ ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ‏,‏ ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ‏,‏ أي الذين يجهرون بالدعاء‏ ,‏ كما نسمع في الشوارع والمنازل من ينطق بكلمة يارب‏ ,‏ كما ينطلق الانفجار من فم القنبلة ‏,‏ وما هكذا يكون الأدب في الدعاء‏ ,‏ الذي يكون بالنداء سرا ودون الجهر من القول ‏,‏ ويكون سبيلا بين الجهر والتخافت كما في أواخر سورة الإسراء: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها‏,‏ وابتع بين ذلك سبيلا‏ ,‏ ولا يكون الدعاء لحنا وسجعا ‏,‏ وذلك كسجع الكهان ‏,‏ ولا غناء ‏,‏ وكيف يكون وهو تضرع وتوسل ورجاء ‏,‏ ودعاء من يسمع السر وأخفي ‏,‏ ومما نلحظه من سؤال النبي ‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏ -‏ طلب الصدق في دخول أي شئ من بلد ‏,‏ وحقل ‏,‏ ومصنع ‏,‏ ومدرسة ومعهد وجامعة ومتجر‏ ,‏ ألا تري أن التاجر الصدوق مع النبيين يوم القيامة ,‏ وأن من طلب العلم للرياء والمفاخرة فقد سعي به إلي النار‏,‏ ومن دخل لإصلاح بين متخاصمين شكلا وهو ينوي أن يشعل ما بينهما نارا‏ ,‏ وأن يفسد ذات بينهما كان آثما منافقا ‏,‏ ومن رضي بحياة زوجية ليضر زوجته ‏,‏ فبدا شكله راضيا ومحبا ‏,‏ وهو ينوي الإضرار بها ‏,‏ حتي تقول‏:‏ حقي برقبتي وتترك الجمل وما حمل ‏,‏ كان آثما مخالفا شرع الله‏ ,‏ وصريح القرآن الكريم ‏:‏ ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا‏,‏ ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن ‏,‏ فالصدق المتعلق بالنية ‏,‏ وطلب الإخلاص لله في الحل والترحال ‏,‏ والشدة والرخاء ‏,‏ والسراء والضراء ‏,‏ والوحدة والاختلاط مبتغي المؤمن‏ ,‏ يقول الله‏ -‏ تعالي ـ ‏:‏ يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين‏,‏ الذين قال الله فيهم‏:‏ ليجزي الله الصادقين بصدقهم ‏.‏ا

ومما هو مهم أن نقف عنده في سؤال رسول الله‏ -‏ صلي الله عليه وسلم‏ -‏ صدق المدخل والمخرج‏ ,‏ وأن يجعل الله له من لدنه سلطانا نصيرا‏:‏ التعبير بـ لدن دون عند ‏,‏ فأنت حين تتأمل أساليب القرآن الكريم تجد التعبير بـ لدن‏ ,‏ وتجد التعبير بـ عند ‏,‏ ولعل في هذا المتأمل المتدبر يسأل‏:‏ ما الفرق بينهما؟

والجواب توضحه الأساليب القرآنية نفسها‏ ,‏ وخلاصة هذا الجواب أن اللدنية تكون من عند الله دون واسطة الأسباب‏ ,‏ والعندية تكون من عنده‏ -‏ تعالي‏-‏ بواسطة الأسباب ‏,‏ فكلٌ من عند الله‏ ,‏ والحق ‏-‏ تعالي‏-‏ يقول‏:‏ ومابكم من نعمة فمن الله ‏,‏ ولننظر لإيضاح ذلك في نور الآيات القرآنية ‏,‏ ننظر إلي أهل الكهف ‏,‏ هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدي‏ ,‏ ماذا قالوا حين دعوا ربهم ؟ يقول الله‏ -‏ عز وعلا‏ ـ :‏ إذ أوي الفتية إلي الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة ‏,‏ وهيئ لنا من أمرنا رشدا ‏,‏ فقد طلب الفتية من ربهم رحمة من لدن الله‏ ,‏ لأن الأسباب التي تؤدي إلي الرحمة بهم قد تقطعت ‏,‏ ألا تري إلي قولهم ‏:‏ هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة‏ ,‏ لولا يأتون عليهم بسلطان بين ‏,‏ فمن أظلم ممن افتري علي الله كذبا ‏,‏ وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلي الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ، أتظن أن اعتزال قومهم وما يعبدون إلا الله يؤدي بهم إلي أن ينسلخ أحد المعتزلين من قومهم إليهم بشئ من الرحمة ‏.‏ واقرأ في السورة نفسها عن الخضر ماذا قال الله فيه ؟ قال الله تعالي‏:‏ فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنا علما‏ ,‏ لتجد أن الرحمة هنا من عند لا من لدن ‏,‏ بينما تجد العلم من لدن الله‏ ,‏ فما الفرق الذي تجد ؟

إن الخضر وجد من يقدم له رحمة من الله برا وعطفا وحنانا‏ ,‏ ومودة‏ ,‏ وهذا يجعلك تستريح إلي قول المفسرين الذين قالوا‏:‏ إن أصحاب السفينة عرفوه ‏,‏ ورحبوا بأن يحملوه ونبي الله موسي بدون أجرة ‏,‏ فلما خرق سفينتهم كان العجب من موسي‏ ,‏ فقال له ‏:‏ قوم حملونا بغير نول أجرة وتخرق سفينتهم ‏,‏ مثلما كان العجب في النقيض ‏,‏ حيث أبي أهل القرية استضافتهما‏ ,‏ وأقام جدارا لهم بدون أجر‏,‏ أما العلم الذي منحه الله‏ -‏ تعالي‏-‏ الخضر ‏,‏ عليه السلام‏ ,‏ فهو العلم اللدني ‏,‏ الذي أنعم الله به عليه بدون معلم سواه‏ ,‏ وحين تقرأ في أول سورة مريم قول زكريا ‏-‏ عليه السلام‏ – :‏ قال رب إني وهن العظم مني‏ ,‏ واشتعل الرأس شيبا‏ ,‏ ولم أكن بدعائك رب شقيا‏ , وإني خفت الموالي من ورائي ‏,‏ وكانت امرأتي عاقرا‏ ,‏ فهب لي من لدنك وليا‏ ,‏ فقد سأل زكريا -‏ عليه السلام ‏-‏ ربه أن يهب له من لدنه ,‏ ولم يكن التعبير من عندك لأن الأسباب كما ذكرها القرآن الكريم قد ظهرت عاجزة ‏,‏ فالزوج قد بلغ من الكبر عتيا‏ ,‏ والزوجة عاقر‏,‏ فتوجه الدعاء إلي الله تعالي بلدن لا بعند‏ ،

فإنما يكون الدعاء بقولنا ‏:‏من عندك إذا توافرت الأسباب ‏,‏ أو طلبناها‏ ,‏ ويكون الدعاء بلدن إذا رغبنا فيما عند الله مباشرة دون واسطة ولا سبب‏,‏ أو ضمرت الأسباب‏ ,‏ وبطل مفعولها‏ ,‏ والله‏ -‏ العلي الكبير‏-‏ قادرعلي إحيائها‏

‏ فتسبق العرجاء‏ -‏ كما قالت العرب ‏-‏ وتنصلح المعطلة‏ ,‏ وتتحرك المقعدة ‏,‏ وقد وجه الحق‏ -‏ تبارك و تعالي‏ -‏ نبينا محمدا ‏,‏ صلي الله عليه وآله وسلم ‏,‏ أن يسأله سلطانا نصيرا من لدنه ‏,‏ ولذلك حين تقرأ براءة ‏:‏ إلا تنصروه فقد نصره الله‏ ،‏ لأن له من لدنه السلطان النصير الذي هيأه له‏ ,‏ وأمده به من سكينة أنزلها عليه‏ ,‏ فامتلأ إحساسا بالأمن في الغار موطن الفزع‏ ,‏ حيث وقف علي بابه الكافرون المطاردون لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآه ‏,‏ ورأي صاحبه‏ ,‏ وأيده بجنود لم يرها أحد‏ ,‏ وأنزل الملائكة تقاتل معه ‏,‏ ونصره بالرعب ‏,‏ ولنا أن نسأل الله ‏-‏ عز وعلا‏ -‏ بما سأله عبده ورسوله ‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏ -‏ محمد ‏,‏ فنقول ‏:

ربنا أدخلنا مُدخَلَ صدق ٍ وأخرجنا مُخرَجَ صدق‏ ٍ,‏ واجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا‏

د‏.‏ مبروك عطية

أستاذ ورئيس قسم اللغويات

كلية الدراسات الإسلامية ـ جامعة الأزهر