صنائع المعروف تقي مصارع السوء  

Dohoul_

 يحكى رجل أنه خرج فى يوم من الأيام ليتمشي قليلاً وفجأة رأي فى طريقة بقرة يكاد ينفجر الحليب منها من كثرة خيرها وبركتها.

 وعند رؤية هذا المشهد تذكر الرجل الطيب جار له لدية بقرة ضعيفة وصغيرة لا تنتج الحليب وعنده سبع بنات وهو فقير الحال، فأقسم الرجل أن يشتري هذة البقرة ويتصدق بها لجاره، قائلا فى نفسه :

قال الله تعالي : “ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون”

فعلا إشتري الرجل البقره وأخذها إلى بيت جارة، فرأي الفرح والسرور علي وجهة وشكره كثيراً علي معروفه هذا ..

وبعد مرور عدة أشهر جاء الصيف وتشققت الأرض من شدة الجفاف وكان الرجل من البدو يرتحل من مكان إلى مكان بحثاُ عن الطعام والماء، ومن شدة الحر والعطش لجأ الرجل فى يوم إلى الولوج في الدحول وهى حفر فى الأرض توصل إلى محابس مائية لها فتحات فوق الأرض، ويعرفها البدو جيداً.

دخلها الرجل وحيداً ووقف أولاده ينتظرونه فى الخارج، وفجأة ضل الرجل طريقة ولم يستطع الخروج مرة أخري .

وقف أولادة ينتظرونه وقد غاب كثيراً حتى أيقنوا أنه مات أو لدغة ثعباناً أو تاه (ضل طريقه) تحت الأرض وهلك، وقد كان أولادة ينتظرون هلاك أبيهم ليقتسموا ماله فيما بينهم .

فأسرعوا إلى المنزل وأخذوا الميراث، ففكر أوسطهم وقال : هل تتذكرون البقرة التى أعطاها أبانا إلى جارنا هذا ؟

إنه لا يستحقها وأنها ملك لنا علي أى حال، وذهب الأولاد ليأخذوا البقرة ..

فقال الجار : لقد أهداها لي أباكم وأنا أستفيد من لبنها أنا وبناتي،

فقالوا : أعد لنا بقرتنا فى الحال وخذ هذا الجمل الصغير بدلاً عنها وإلا أخذناها بالقوة وحينها لن نعطيك أى شئ بالمقابل،

فهددهم الرجل قائلا : سوف أشكوكم إلى أبيكم،

فردد الأبناء فى سخرية : اشك من تشاء فإنه قد مات،

فزع الرجل وسألهم : كيف مات ولا أدري ؟

قالوا : دخل دحلاً فى الصحراء ولم يخرج منه حتى اليوم،

فقال الرجل : دلوني علي طريق هذا الدحل وخذوا بقرتكم لا أريد منكم شيئاً .

و عندما وصلوا الى مكان الدحل ربط الرجل حبلاً فى وسطة وأوصله إلى خارج الدحل وأوقد ناراً ونزل داخل الدحل وأخذ يمشي حتى بدأ يسمع أنيناً خافتاً، فمشي تجاهة حتى وجد رجلاً يتنفس حي فأخذه وربطه معه إلى خارج الدحل وسقاه وحمله إلى داره حتى دبت الحياة فى الرجل من جديد، كل هذا وأولاده لا يعلمون شيئاً .

تعجب الرجل من أمره وسأله كيف ظللت أسبوعاً تحت الأرض حياً ولم تمت؟

قال الرجل : سأخبرك قصتى العجيبة، دخلت إلى الدحل ووجدت الماء ولكني ضللت الطريق ولم أستطع العودة فأخذت أشرب من الماء لمدة ثلاثة أيام، وقد بلغ مني الجوع مبلغه ، فأستلقيت علي ظهري وسلمت أمري إلى الله عزوجل وإذا بي فجأة أشعر بلبن بارد يتدفق علي لساني من إناء عالي لا أراه فى الظلام، وكان هذا الإناء يأتيني ثلاثة مرات كل يوم ولكنه إنقطع منذ يومين فجأة ولم أدري سبب إنقطاعه.

فأخبره الرجل عن سبب إنقطاعه وهو أن أبناءه جاءوه ليأخذوا منه الناقة التى أعطاها الرجل إلى الجار من قبل،

وكما قال رسول الله صلي الله علية وسلم : صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وهكذا نجي الرجل من الموت جزاء صدقته وإحسانه .

قال رسول الله صلي الله علية وسلم : ” أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً، أو تقضي عنه ديناً ,أو تطعمه خبزاً “،

وقال عبيد بن عمير : يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا قط ، وأعطش ما كانوا قط ، وأعرى ما كانوا قط ، فمن أطعم لله أشبعه الله ، ومن سقى لله عز وجل سقاه الله ,ومن كسا لله كساه الله

منقووول